1 دقيقة للقراءة
اشتهر في قديم الزمان رجل يسمى "علي الخواص" بمدى صدقه وقوله الحق والأمانة، وكانت مهنته هي تضفير خوص النخل وصنع العديد من الأشياء الأساسية منه، فكان يصنع القفاف والسلال والمظلات أيضًا. وفي يوم من الأيام بينما كان “علي الخواص” يعمل دخل عليه رجلٌ خائفٌ ومضطربٌ، ويبدو عليه القلق الشديد. وبينما كان الرجل يرتعد قال لعلي الخواص: "خبئني.. خبئني..، فإن هنالك رجالاً لا يريدون شيئًا إلا الإمساك بي وإلحاق الأذى بي"، فقال له علي: "اختبئ تحت أكداس السعف، تلك الملقاة على الأرض"، وبالفعل استتر الرجل تحتها كما طلب منه "علي الخواص". بعد قليل من الوقت إذا بثلاثة رجال أقوياء أصحاء دخلوا على “علي الخواص” وإذا بهم يلهثون من أثر الركض، ويسألون “علي الخواص” عن الرجل وقد أعطوه مواصفاته، فأجابهم علي الخواص قائلًا: "إنه مختبئ تحت ذلك السعف الملقى على الأرض هناك"، فلم يصدقه الرجال ظنًّا منهم بأنه يسخر منهم، فانطلقوا غير مبالين بما أخبرهم به. بعدما انصرفوا خرج الرجل من تحت السعف، وما إن خرج من تحته حتى سأل علي الخواص قائلًا: "كيف لك أن تخبر أعدائي عن مكاني، أتعلم لو تمكنوا مني لهلكت"، فقال له علي الخواص: "اصمت يا رجل، فما أنجاك غير الصدق".